الوقف من أهم مبتكرات الإسلام والحضارة الإسلامية، فقد منح الوقف رؤية إسلامية للإنسان في حياته من الجانب الاقتصادي، وهذا لأن الوقف يعد صدقة جارية عن الشخص حتى بعد وفاته، وأشكال الوقف متنوعة، فقد يكون الوقف في الأشياء المنقولة كالسيارة، وقد يكون في الأشياء غير المنقولة كالأرض.
والأراضي الموقوفة هي أراضِ يقوم بعض الأفراد بوهبها للعمل الخيري مثل إعطائها لبناء مدرسة أو دار أيتام وبناء الجوامع وغيرها من الأمور التي بها منفعة للناس.
ورغم أنّ الأرض الموقوفة لا يجوز بيعها نظراً لكونها ملكية عامة، إلا أنه في حالة عدم قدرة الوقف على توليد ريع، من الممكن أن يسمح القانون بإتمام عملية البيع.
وتأخد أراضي الوقف شكلين، وهما:
وهي الأراضي التي تكون قد استوفت جميع شروط الوقف وأركانه، فلا يكون في أحد تلك الشروط أو الأركان أي خلل أو نقص، ومثال ذلك ألا يكون الوقف معلقًا على أمر غير موجود أو على احتمالية وجوده، كأن يقول أحد لو كنت أملك هذا البيت لوقفته لصالح الفقراء؛ فهذا الوقف غير صحيح؛ لأنه خالف شرطًا من شروط الوقف الصحيح وهو الملكية للأرض الموقوفة، فإذا كان يملك هذا البيت وقال وقفته لصالح الفقراء فهذا الوقف صحيح، وعلى هذا فإن أي وقف يكون مخالفًا للشروط والأركان يكون وقفًا غير صحيح.
وهي بالأصل أراضٍ ذات ملكية عامة وغير محددة الملكية، وقد خصصت للوقف ولم يعترض أحد على ذلك، وعلى هذا تصبح أرضًا موقوفة تتبع جهة خيرية معينة مع أنها أرض موقوفة وقفًا غير صحيح لأنها غير مملوكة، ولكن لم يعترض عليها أحد ولا يجوز لأي أحد أن يعترض عليها بعد مرور زمن طويل على هذا الوقف، أما إذا اعترض عليها أحد له علاقة بهذه الأرض وهو متضرر منها فله الحق بالاعتراض ولكن منذ البداية وليس بعد مرور وقت طويل.